ابو عبدالرحمان
عدد المساهمات : 89 التسجيل : 19/04/2013
| موضوع: تفسير جنب الله 3/5/2013, 08:50 | |
| الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد: قال أبو جعفر الطبري رحمه الله في تفسيره 12/314: وقوله: ﴿على ما فرطت في جنب الله﴾ يقول على ما ضيعت من العمل بما أمرني الله به، وقصرت في الدنيا في طاعة الله، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، ذكر من قال ذلك: (ثم ساق بسنده من وجهين) عن مجاهد رحمه الله في قوله ﴿يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله﴾ يقول: في أمر الله، وبسنده عن السدي رحمه الله في قوله: ﴿على ما فرطت في جنب الله﴾ قال: تركت من أمر الله.
وعن قتادة قال: فلم يكفه أن ضيع طاعة الله حتى جعل يسخر بأهل طاعة الله.
وعند البغوي 4/98:قال الحسن: قصرت في طاعة الله. وقال مجاهد: في أمر الله. وقال سعيد بن جبير: في حق الله. وقيل: ضيعت في ذات الله. وقيل: معناه قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضاء الله. والعرب تسمي الجنب جانبا.اهـ
وقال الفراء: الجنب القرب، وابن الأعرابي قال :في قرب الله من الجنة. وقال الزجاج: أي فرطت في الطريق الذي هو طريق الله من توحيده والإقرار بنبوة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال عطاء، عن ابن عباس: ضيعت في ثواب الله. يراجع الوسيط الواحدي 3/588.
وقال الإمام أبو سعيد الدارمي رحمه الله في النقض 2/807: وادعى المعارض أيضا زورا على قوم أنهم يقولون في تفسير قول الله: ﴿يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله﴾ قال: يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو وليس على ما يتوهمونه. فيقال لهذا المعارض: ما أرخص الكذب عندك، وأخفه على لسانك. فإن كنت صادقا في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله، وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هـ أعلم بهذا التفسير منك، وأبصر بتأويل كتاب الله منك، ومن إمامك؟ إنما تفسيرها عندهم، تحسر الكفار على ما فرطو في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله، فسماهم الساخرين فهذا تفسير الجنب عندهم. فما أنبأك أنهم قالوا: جنب من الجنوب؟ فإنه لا يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين، فضلا عن علمائهم.اهـ
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في الجواب الصحيح 4/415:وأما قولهم: (وجنب) فإنه لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين، ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين، أثبتوا لله جنبا نظير جنب الإنسان، وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: ﴿أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله﴾[الزمر: 56].
فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له، بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق، كقوله: (بيت الله) و (ناقة الله) و (عباد الله) بل وكذلك (روح الله) عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم. ولكن إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره، مثل كلام الله وعلم الله، ويد الله ونحو ذلك، كان صفة له.
وفي القرآن ما يبين أنه ليس المراد بالجنب ما هو نظير جنب الإنسان فإنه قال: ﴿أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله﴾[الزمر: 56]، والتفريط ليس في شيء من صفات الله - عز وجل -.
والإنسان إذا قال: فلان قد فرط في جنب فلان أو جانبه، لا يريد به أن التفريط وقع في شيء من نفس ذلك الشخص، بل يريد به أنه فرط في جهته وفي حقه. فإذا كان هذا اللفظ إذا أضيف إلى المخلوق لا يكون ظاهره أن التفريط في نفس جنب الإنسان المتصل بأضلاعه، بل ذلك التفريط لم يلاصقه، فكيف يظن أن ظاهره في حق الله - أن التفريط كان في ذاته؟.اهـ
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة 1/250: فهذا إخبار عما تقوله هذه النفس الموصوفة بما وصفت به وعامة هذه النفوس لا تعلم أن لله جنبا ولا تقر بذلك كما هو الموجود منها في الدنيا فكيف يكون ظاهر القرآن أن الله أخبر عنهم بذلك وقد قال عنهم ﴿يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾[الزمر56] والتفريط فعل أو ترك فعل وهذا لا يكون قائما بذات الله لا في جنب ولا في غيره بل يكون منفصلا عن الله وهذا معلوم بالحس والمشاهدة وظاهر القرآن يدل على أن قول القائل ﴿يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾ ليس أنه جعل فعله أو تركه في جنب يكون من صفات الله .. اهـ
وقال في بدائع الفوائد 2/7: فإن العرب لا تكاد تقول رأيت الشيء لعينه ونفسه وإنما يقولون ذلك لما هو منسوب إليه ومن جهته وهذا كجنب الشيء إذا قالوا هذا في جنب الله لا يريدون إلا فيما ينسب إليه من سبيله ومرضاته وطاعته لا يريدون غير هذا البتة.اهـ
وقال أبو يعلى رحمه الله في إبطال التأويلات 1/427:وأما قوله تعالى: ﴿يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله﴾ فحكى شيخنا أبو عبد الله رحمه في كتابه عن جماعة من أصحابنا الأخذ بظاهر الآية في إثبات الجنب صفة له سبحانه ونقلت من خط أبي حفص البرمكي: قال ابن بطة قوله: " بذات الله " أمر الله كما تقول: في جنب الله، يعني في أمر الله وهذا منه يمنع أن يكون الجنب صفة ذات، وهو الصحيح عندي، وأن المراد بذلك التقصير في طاعة الله، والتفريط في عبادته، لأن التفريط لا يقع في جنب الصفة وإنما يقع في الطاعة والعبادة، وهذا مستعمل في كلامهم: فلان في جنب فلان، يريدون بذلك في طاعته وخدمته والتقرب منه ويبين صحة هذا التأويل ما في سياق الآية من قوله: ﴿فأكون من المحسنين﴾،﴿لكنت من المتقين﴾، وهذا كله راجع إلى الطاعات وقد اعتبر أحمد القرائن في مثل هذا، فقال في قوله تعالى: ﴿ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم﴾ قال: المراد به علمه، لأن الله افتتح الخبر بالعلم وختمه بالعلم.اهـ
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في السير 17/569 في ترجمة أبو عمر أحمدالطلمنكي:رأيت له كتابا في السنة في مجلدين عامته جيد، وفي بعض تبويبه ما لا يوافق عليه أبدا مثل: باب الجنب لله، وذكر فيه: ﴿يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله﴾[الزمر:56] فهذه زلة عالم ..اهـ كتبه ابوحمزة مأمون | |
|
الحسن بن محمد
عدد المساهمات : 209 التسجيل : 05/04/2013
| موضوع: رد: تفسير جنب الله 3/5/2013, 09:30 | |
| سبحان ربي العظيم تعالى وتقدّس
--- | |
|