معنى اهتز عرش الرحمن

معنى اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
عن جابر-رضي الله عنه-قال:سمعت رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-يقول
((اهتز العرش لموت سعد بن معاذ )) متفق عليه قال الأمام النووي-رحمه الله-في شرحه على صحيح مسلم(16\31): اختلف العلماء فى تأويله ، فقالت طائفة هو على ظاهره ، واهتزاز العرش تحركه فرحا بقدوم روح سعد ، وجعل اللّه فى العرش تمييزا حصل به هذا ، ولا مانع منه ، كما قال تعالى - عن الحجارة -{ وإن منها لما يهبط من خشية اللَّه } البقر74
قال ابوعبدالرحمن :، وهذاالقول هو ظاهر الحديث وهو المختار وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وهو قول السلف الموافق لعقيدتهم من إمرار الألفاظ والنصوص كما جاءت وحملها على الحقيقة مالم تأتي قرينة صارفة عن الحقيقة إلى المجاز
يقول الإمام الذهبي رحمه الله: " والعرش خلق لله مسخر ، إذا شاء أن يهتز اهتز بمشيئة الله " انتهى." سير أعلام النبلاء " (1/297
قال النووي : . وقال المازرى : قال بعضهم هو على حقيقته وأن العرش تحرك لموته ، قال : وهذا لا ينكر من جهة العقل ، لأن العرش جسم من الأجسام يقبل الحركة والسكون . قال : لكن لا تحصل فضيلة سعد بذلك ، إلا أن يقال : إن اللَّه تعالى جعل حركته علامة للملائكة على موته .
وقال آخرون : المراد اهتزاز أهل العرش وهم حملته وغيرهم من الملائكة ، فحذف المضاف - وهو أهل - والمراد بالاهتزاز الاستبشار والقبول . ومنه قول العرب : فلان يهتز للمكارم ، لا يريدون اضطراب جسمه وحركته ، وإنما يريدون ارتياحه إليها وإقباله عليها .
وقال الحربى : هو كناية عن تعظيم شأن وفاته ، والعرب تنسب الشىء المعظم إلى أعظم الأشياء فيقولون : أظلمت لموت فلان الأرض ، وقامت له القيامة . وقال جماعة : المراد اهتزاز سرير الجنازة وهو النعش ، وهذا القول باطل يرده صريح هذه الروايات التى ذكرها مسلم : اهتز لموته عرش الرحمن ، وإنما قال هؤلاء هذا التأويل لكونهم لم تبلغهم هذه الروايات التى فى الأحاديث الصحيحة التي تثبت بظواهرها الصريحة ان الاهتزاز للعرش لا لغيره قال ابن القيم : كما نقله عنه المناوي في فيض القدير: كان سعد في الأنصار بمنزلة الصدّيق في المهاجرين, لا تأخذه في اللّه لومة لائم, وختم له بالشهادة, وآثر رضا اللّه ورسوله على رضا قومه وحلفائه, ووافق حكمه حكم اللّه من فوق سبع سماوات, ونعاه جبريل عليه السلام يوم موته, فحق له أن يهتز العرش له. انتهى .
والله اعلم