الحمدلله وكفى وصلى الله على النبي المصطفى
وبعد
بالنسبة للجلوس في مايسمى بيت العزاء من اجل التعزية فهذا فعل مخالف هدى النبي وهدى أصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين قال إبن القيم –رحمة الله –
" وكان من هدية – صلي الله علية وسلم – تعزية أهل الميت , ولم يكن من هدية أن يجتمع للعزاء ,ويقرأ له القرآن , ولا عند قبره ولا غيرة ,وكل هذا بدعة حادثة مكروه " ازه
" زاد الميعاد "(1/527)
والسنة أن يعزى أهل الميت ثم ينصرف كل في حوائجه دون أن يجلس أحد من المعزى أو المعزي وها هو هدى السلف الصالح .قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه
" كنا نعد الاجتماع لأهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النباحة "
(رواه ابن ماجة في صحيحة
قال العلامة الشيرازي الشافعي – رحمة الله - :
"ويكره الجلوس للتعزية لأن ذالك محدث , والمحدث بدعة " " المهذب " نقلاً عن المجموع (5/275)
قال الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي –رحمة الله –
"قال علماؤنا المالكيون "التصدي للعزاء بدعة ومكروه " .
الحوادث والبدع ص124
فال الإمام إبن قدامه المقدسي الحنبلي –رحمة الله –
"قال أبو الخطاب : يكره الجلوس للتعزية , وقال إبن عقيل يكره الإجتماع بعد خروج الروح ,لأن فيه تهيجاً للحزن "
" المغني "(2/410)
قال الإمام الشيخ ابن عثيمين :أصل جلوس التعزية خلاف السنة , ولم يكن الصحابة – رضي الله عنهم – يجلسون للتعزية ,بل كانوا يعدون الإجتماع عند أهل الميت وصنيعة الطعام من النياحة وقد ثبت عن النبي صلي الله علية وسلم التحذير من النياحة حتى أنة لعن النائحة والمستمعة , وقال "النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سريال من قطران ودرع من جرب " فالواجب الحذر مما يكون مخالف للسنة , وموجبا للعقوبة والإثم " .
وسئل- رحمة الله - :
هل إجتماع أهل الميت في بيت واحد من أجل العزاء,ومن أجل أن يصبر بعضنا لا بأس فيه ؟
أجاب رحمة الله :" سبق لنا نظير هذا السؤال , وقلنا :إن الإجتماع في بيت الميت ليس له أصل مشروع ،لا سيما إذا اقترن بذالك إشعال الأضواء وصف الكراسي , وإظهار البيت وكأنة في ليلة عرس ,فإن هذا من البدع التي قال عنها انبي صلي الله علية وسلم :"كل بدعة ضلالة " .
وسئل – رحمة الله -:
ما حكم ما يفعله الناس في الوقت الحاضر ,من استقبال الناس في بيوتهم من أجل العزاء لمدة ثلاث أيام أو أكثر , هذا مع وضعهم للأضواء التي تبين مكان العزاء وكذالك استئجار شقة أو بيت لوضع العزاء؟
اما صنع أهل الميت الطعام في بيت العزاء فهو أيضاً من المنكرات المخالفة للسنة والهدي النبوي إنما السنة أن يصنع أقارب الميت وجيرانه لأهل الميت طعاما يشبعهم ، لحديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال : لما جاء نعي جعفر حين قتل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اصنعوا لآل جعفر طعاما ، فقد أتاهم أمر يشغلهم ، أو أتاهم ما يشغلهم )
حسن صحيح الجامع الصغير (1015)، سنن أبى داوود ( 8/406/3116 ) ، سنن ابن ماجة ( 1/514/1610) سنن الترمذي ( 2/234/1003
وطعام الذي يصنع يوم الأربعين من وفاة الميت وتخصيص هذا اليوم لهذا العمل فهو من البدع والمحدثات
وفق الله الجميع لاتباع السنة والثبات عليها
والله اعلم واحكم